في شهر ربيع الآخر سنة تسع، إذ بعثه صلى الله عليه وسلم في خمسين ومائة رجل من الأنصار على مائة بعير وخمسين فرسا، ومعه راية سوداء ولواء أبيض إلى الفلس ليهدمه، فشنوا الغارة على محلة آل حاتم مع الفجر فهدموا الفلس، وخربوه، وملأوا أيديهم من السبي والنعم، والشاء، وفي السبي أخت عدي بن حاتم، وهرب عدي إلى الشام، ووجد في خزانة الفلس ثلاثة أسياف رسوب والمخزوم واليماني، وثلاثة أدراع.
وبعث صلى الله عليه وسلم سرية عكاشة بن محض الأسدي إلى الجناب، وهي أرض عذرة وبلى، في شهر ربيع الآخر سنة تسع من مهاجرة صلى الله عليه وسلم.
هذه آخر غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه، وكان رجوعه من عمرته بعد حصار الطائف في آخر ذي القعدة من سنة ثمان من مهاجره صلى الله عليه وسلم، فأقام بالمدينة ذا الحجة،