وقد أمره صلى الله عليه وسلم بالإغارة عليهم، وكان يسير الليل، ويكمن النهار حتى صبحهم وهم غارون، فأصابوا نعما كثيرا وشاء، واستاقوا ذلك حتى قدموا المدينة، واقتسموا الغنيمة، وكانت سهامهم خمسة عشر بعيرا، وعدلوا البعير بعشر من الغنم، وكانت السرية غابت خمس عشرة ليلة.
وهذه السرية كان صلى الله عليه وسلم بعثها في شهر ربيع الأول سنة ثمان من مهاجرة عليه الصلاة والسلام.
وقد دعوا القوم إلى الإسلام فلم يستجيبوا؛ فرموهم ورشقوهم بالنبال، ثم قاتلوهم قتالا شديدا.
وبلغ الخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعزم على أن يبعث إليهم من يقتض منهم، فبلغه أنهم تحولوا عن منزلهم؛ فعدل عن ذلك.
ثم سرية عمر بن العاص إلى ذات السلاسل، وهي وراء وادي القرى وبين