وروى عنه- من غير هذه الجهة- أنه قال: «أمينا عليه» .
وهذا أعجب إليّ، وإن كان التفسيران متقاربين. لأن أهل النظر- من أصحاب اللغة- يرون: أن «مهيمنا» اسم مبنى من «آمن» ، كما بني «بطير» ومبيطر و «بيطار» من «بطر» قال الطّرمّاح:
كبزغ البطير الثقف رهص الكوادن وقال النابغة:
شكّ المبيطر إذ يشفي من العضد وكان الأصل، «مؤيمن» ، ثم قلبت الهمزة هاء: لقرب مخرجهما، كما تقلب في «أرقت الماء» ، فيقال: «هرقت الماء. وقالوا: ماء مهراق، والأصل: ماء مراق. وقالوا: «إبرية وهبرية، وأيهات وهيهات، وإيّاك وهياك» . فأبدلوا من الهمز هاء. وأنشد اخفش:
فهياك والأمر الذي إن توسعت ... موارده، ضاقت عليك مصادره
و «آمين» اسم من أسماء الله. وقال قوم من المفسرين- في قول المصلي بعد فراغه من قراءة أمّ الكتاب: «آمين» -: [أمين] قصر من ذلك، كأنه قال: يا الله، وأضمر «استجب لي» -: لأنه لا يجوز أن يظهر هذا في هذا الموضع من الصلاة، إذ كان كلاما.. ثم تحذف ياء النداء.
وهكذا يختار أصحاب اللغة في «أمين» : أن يقصروا الألف، ولا يطوّلوا. وأنشدوا فيه:
تباعد مني فطحل إذ سألته ... أمين، فزاد الله ما بيننا بعدا