يستدرك المراد بالفحوى، ويتعلق منه بالمعنى، ثم يؤديه بلغته ويعبر عنه بلسان قبيلته، فيجتمع في الحديث الواحد إذا انشعبت طرقه عدة ألفاظ مختلفة موجبها شيء واحد، وهذا كما يروى (أن رجلا كان يُهدي إلى رسول الله كل عام راوية خمر، فأهداها عام حرمت، فقال: إنها حرمت، فاستأذنه في بيعها، فقال له: إن الذي حرم شربها حرم بيعها، قال: فما أصنع بها؟ قال: سُنَّها في البطحاء، قال: فسَنَّها). وجاء في رواية أخرى (فهَتَّها)، وفي رواية أخرى (فبَعَّها) والمعنى واحد.

ولكثرة ما يرد من هذا ومن نظائره يقول أبو عبيدة معمر بن المثنى: أعيانا أن نعرف أو نحصي غريب حديث رسول الله صلى الله عليه.

حدثنيه أحمد بن مالك، نا الدغولي، عن المظفري قال: قال ذلك أبو عبيدة. وحدثني إبراهيم بن فراس، نا أحمد بن علي الأعرج، سمعت علي بن خشرم، سمعت سفيان بن عيينة يقول: سألت عن تفسير الحديث خمسين سنة. قال أبو سليمان: وقد كان قد بقي عليه بعدُ ما لم يعرفه.

حدثني محمد بن الحسين الآبري، نا محمد بن إسحاق بن خزيمة، سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول: سئل ابن عيينة عن قوله: (من استجمر فليوتر) فسكت، فقيل له: أترضى بما قال مالك؟ قال: وما قال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015