فمن رواه أنه نعت للقبر, أراد قبرا منتبذًا من القبور، ومن رواه على الإضافة أراد بالمنبوذ اللقيط، يريد أنه صلى على قبر لقيط.
* ومثل هذا قوله عليه السلام: "ليس لعرقِ ظالمٍ حق من الناس" 1.
من يرويه على إضافة العرق إلى الظالم, وهو الغارس الذي غرس في غير حقه, ومنهم من يجعل الظالم من نعت العرق، يريد الغراس والشجر، وجعله ظالما؛ لأنه نبت في غير حقه.
* وَفِي حَدِيثِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "أنه صلى إلى جدار، فَجَاءَتْ بَهْمَةٌ تَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ، فما زال يُدَارِئُها حتى لصق بطنه بالجدار 2".
282 قوله: يُدَارئها، مهموز من الدَّرْء ومعناه يدافعها, ومنه قول الله تعالى: {وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا} 3.
ومن رواه يُدَارِيها غير مهموز، أحال المعنى؛ لأنه لا وجه ها هنا للمداراة التي تجري مجرى المساهلة في الأمور, وأصل المداراة من قولك: دريت الصيد إذا ختلته, لتصطاده.
* قال أبو سليمان: ومما سبيله أن يهمز لرفع الإشكال، وعوام الرواة