يُهَرْوِل حَتَّى أَتَى دَارَ الدَّقِيقِ فاسْتَخْرَجَ عِدْلًا مِنْ دَقِيق وَجَعَلَ فِيِه كُبَّةً مِنْ شَحْمٍ ثُمَّ حَمَلَهُ حَتَّى أَتَاهُمْ ثُمَّ قَالَ لِلْمَرْأَةِ: ذُرِّي وَأَنَا أَحُرُّ لَكِ 1.
قَوْلهُ تُؤَرِّثُ أي تُوقِدُ يُقَالُ: أَرَّثْتُ النَّارَ وحُشتُها وأَحْمَشتها وحَضَأْتُها إذا أوقدْتَها. قال عَدِي بن زَيْد:
رُبَّ نَارٍ بِتُّ أَرْمُقُهَا ... تَقْضَمُ الهِنْدِيُّ والغَارَا
عِنَدَها ظَبْيٌ يُؤَرِّثُها ... عاقِدٌ في الجيدِ تِقْصَارَا 2
أراد بالهنْدِي العُودَ ولَمْ يُرِدْ أَنَّهُ كان يُوقِدُهَا بالعُود وإنَّمَا أَوْقَدَهَا بالغَار وهو شَجَر وكان يَقْضُمُها العُودَ أَيْ يُلْقِي عَلَيْهَا قِطَعَ العُودِ.
والتِّقْصَارُ: بِكَسْرِ التَّاءِ قلادة.
وأخبرني أبو عمر أنبأنا ثعلب عن الكوفيين والمبرد عن البصريين قالا: لم يأت من المصادر على تِفْعَال إلا حَرْفَان تِبْيَان وتِلْقَاء فإذا تَرَكْتَ هَذَيْنِ اسْتَوَى لَكَ القِيَاسَ في كَلام النَّاس فَقُلْتُ في كُلِّ مَصْدَر تَفْعال بِفَتْحِ التَّاء مِثْل تِسْيِار وتِهْمَام. وقُلْتُ في كُلِّ اسْمِ تِفْعَال بِكَسْرِهَا مِثَلَ تِقْصَار وتِمَثَال.
وقَوْلهُ أَحُرُّ لَكِ. أَي أَتَّخِذ لك حَرِيرَةً وهي حِسَاءٌ مِن دَقِيق ودَسَم فَأَمَّا الخَزِيرَةُ فَلَحْمٌ يُقَطَّعُ صِغَارًا ويُصَبُّ عَلَيه مَاءٌ كَثِير فإذا نَضِجَ ذُرَّ عليه الدقيق.