وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ لَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ مَعَ رسول الله مُهَاجِرًا أَخَذَتْهُ الْحُمَّى وَعَامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ وَبِلالا قَالَتْ عَائِشَةُ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِمْ وَهُمْ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ فَقُلْتُ كَيْفَ أَصْبَحْتَ فَقَالَ:
كُلُّ امرئ مُصَبَّحٌ فِي أَهْلِهِ ... وَالْمَوْتُ أَدْنَى مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ 1
فَقُلْتُ: إِنِّا لِلَّهِ إِنَّ أَبِي ليَهْذِي ثُمَّ قُلْتُ لِعَامِرٍ كَيْفَ تَجِدُكَ فَقَالَ:
لَقَدْ وَجَدْتُ الْمَوْتَ قَبْلَ ذَوْقِهِ ... وَالْمَرْءُ يَأْتِي حَتْفُهُ مِنْ فَوقِهِ
كل امرئ مُجَاهِدٌ بِطَوقِهِ ... كَالثَّوْرِ يَحْمِي أَنْفَهُ بِرَوْقُهِ 2
فَقُلْتُ وَهَذَا وَاللَّهِ مَا يَدْرِي مَا يَقُولُ ثُمَّ قِيلَ لِبِلالٍ كَيْفَ أَصْبَحتَ فَقَالَ:
أَلا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً ... بِفَخٍّ وَحْولِي إِذْخِرٌ وَجَلِيلُ
وَهَلْ أَرِدَنْ يَوْمًا مِيَاهَ مِجَنَّةٍ ... وَهَلْ يَبْدُوَنَ لِي شَامَةٌ وَطَفِيلُ 3
قَالَتْ ثُمَّ دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: "اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْمَدِينَةَ كَمَا حَبَّبْتَ إِلَيْنَا مَكَّةَ اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي صَاعِنَا ومدنا اللهم انقل