وَقَالَ فِي حَدِيث عون بن عدالله أَنه قَالَ فِي وَصيته لِابْنِهِ وَذكر رجلا بذم فَقَالَ: إِن أفيض فِي الْخَيْر كزم وَضعف واستسلم. وَقَالَ: الصمت حكم. وَهَذَا مَا لَيْسَ لي بِهِ علم. وَإِن أفيض فِي الشَّرّ. قَالَ: يحْسب بى عى فَتكلم فَجمع بَين الأراوي والنعام ولأم مَالا يتلاءم.
حدّثنَاهُ اسحق بن رَاهَوَيْه قَالَ: حَدثنَا أَصْحَابنَا عَن الْحجَّاج ابْن مُحَمَّد عَن المسعودى عَن عون فِي وَصِيَّة لِابْنِهِ طَوِيلَة.
قَوْله: إِن أفيض فِي الْخَيْر كزم. يُرِيد: إِن تكلم النَّاس فِي الْخَيْر سكت وَسلم لَهُم الْكَلَام. وأصل الكزم ضم الْفَم. وَيُقَال: كزم الشىء إِذا كَسره بِفِيهِ. والكزم بِفَتْح الزاى قصر فِي الفدم. يُقَال: فلَان أكزم الْقدَم.
وَقَوله: جمع بَين الأراوي والنعام. يُرِيد: أَكثر الْقَوْم وَلم يتثبت وأحال فَجمع بَين كَلِمَتَيْنِ مختلفتين.
حَدَّثَنى أَبُو حَاتِم عَن الأصمعى أَنه قَالَ: فِي الْمثل: مَا يجمع الأروى والنعام يُرَاد كَيفَ يجْتَمع هَذَانِ وَذَلِكَ لِأَن