حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا أَبُو ظَفَرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْمِقْدَادِ: انْطَلَقَ بِنَا نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ إِلَى أَهْلِهِ، فَإِذَا ثَلَاثُ أَعْنُزٍ، فَقَالَ: «احْتَلِبُوهُنَّ فَيَشْرَبَ كُلُّ إِنْسَانٍ نَصِيبَهُ» ، فَأَتَانِي الشَّيْطَانُ فَقَالَ -[1080]-: مُحَمَّدٌ يَأْتِي الْأَنْصَارَ فَيُتْحِفُونَهُ فَيُصِيبُ عِنْدَهُمْ، مَا بِهِ هَذِهِ الْجِزْعَةُ، فَمَازَالَ بِي حَتَّى شَرِبْتُهَا قَوْلُهُ: «مِنْ جَزْعِ ظَفَارٍ» الْخَرَزُ، الْوَاحِدَةُ جَزْعَةٌ، وَظِفَارٌ: جَبَلٌ بِالْيَمَنِ وَقَوْلُهُ: «الِاسْتِكَانَةُ مِنَ الْجَزَعِ» ، هُوَ ضِدُّ الصَّبْرِ، جَزِعَ جَزَعًا وَجُزُوعًا وَقَوْلُهُ: «مَا بِهِ هَذِهِ الْجَزِيعَةُ» أَخْبَرَنِي عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ، يُقَالُ: صَبَّ لِي جِزْعَةً مِنْ لَبَنٍ، أَيْ: قَلِيلًا وَقَالَ أَبُو يَزِيدَ: جَزَّعَ الْإِنَاءَ تَجْزِيعًا إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ إِلَّا جِزْعَةٌ، وَذَلِكَ أَقَلُّ مِنْ نِصْفِهِ -[1081]- وَأَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِ: جِزْعُ الْوَادِي: أَنْ يَأْتِيَهُ مُعْتَرِضًا، فَذَلِكَ جِزْعُهُ، وَالْجَزْعُ: قَطْعُكَ الْمَفَازَةَ مُعْتَرِضًا قَالَ:

[البحر الخفيف]

جَازِعَاتٍ بَطْنَ الْعَقِيقِ كَمَا تَمْـ ... ـضِي رِفَاقٌ أَمَامَهُنَّ رِفَاقُ

وَقَالَ زُهَيْرٌ:

[البحر الطويل]

ظَهَرْنَ مِنَ السُّوبَانِ ثُمَّ جَزَعْنَهُ ... عَلَى كُلِّ قَيْنِيٍّ قَشِيبٍ وَمُفْأَمِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015