لِمَوْضِعٍ، فَلَمَّا أَسْلَمَ أَهْلُ الْعِرَاقِ، وَكَانَ ذَلِكَ طَرِيقَهُمْ إِلَيْهِمْ، كَمَا قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «بَيْنَ قَبْرِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ» ، فَلَمَّا صَارَ بَعْدَ بَيْتِهِ قَبْرَهُ جَازَ أَنْ يُقَالَ: «مَا بَيْنَ قَبْرِي وَمِنْبَرِي» كَمَا انْتَقَلَ الْبَيْتُ إِلَى الْقَبْرِ قَالَ الْأَعْشَى:
[البحر الخفيف]
وَاضِعًا فِي سَرَاةِ نَجْرَانَ رَحْلِي ... نَاعِمًا غَيْرَ أَنَّنِي مُشْتَاقُ
فِي مَطَايَا أَرْبَابُهُنَّ عِجَالٌ ... عَنْ طَوَاءٍ وَهَمُّهُنَّ الْعِرَاقُ
أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ: يُسْتَحَبُّ أَنْ يَكُونَ الْفَرَسُ كَثِيرَ عَصَبِ اللَّحْيِ، وَسَائِرُ اللَّحْيِ مَعْرُوقًا سَبْطًا قَالَ:
[البحر الطويل]
مُعَرَّقَةُ الْأَلْحِي تَلُوحُ مُتُونُهَا ... تُثِيرُ الْقَطَا فِي مُثْقَلٍ بَعْدَ مُقْرَبِ
قَوْلُهُ: «تَلُوحُ مُتُونُهَا» ، يَقُولُ: هِيَ مُعَرَّقَةُ الْمُتُونِ يَكَادُ يَسْتَبِينُ الْعَصَبُ مِنْ قِلَّةِ اللَّحْمِ، قَالَ الشَّاعِرُ:
[البحر الطويل]
أَضَرَّ بِهَا الْحَاجَاتُ حَتَّى كَأَنَّهَا ... أَكَبَّ عَلَيْهَا جَازِرٌ مُتَعَرِّقُ
وَقَالَ آخَرُ:
مِنَ الْغَزْوِ وَاقْوَرَّتْ كَأَنَّ مُتُونَهَا ... زَحَالِيفُ وِلْدَانٍ عَفَتْ بَعْدَ مَلْعَبِ