الْبَابُ الثَّانِي مِنَ الْفَضَائِلِ قَوْلُهُ: «فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا» ، فَإِنَّ اللَّهَ ذَكَرَ فِي كِتَابِهِ ذَلِكَ فِي مَوَاضِعَ بِثَلَاثَةِ أَلْفَاظٍ، فَقَالَ فِي مَوْضِعٍ: {رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} [المزمل: 9] ، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ} [الرحمن: 17] ، وَقَالَ: {فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ} [المعارج: 40] فَوَحَّدَ وَثَنَّى وَجَمَعَ فَإِذَا وَحَّدَ فَكَأَنَّهُ جَعَلَ انْتِقَالَهَا فِي مَوَاضِعَ مِنَ الْمَشْرِقِ كُلِّهِ وَاحِدًا، وَكَذَلِكَ جَعَلَهُ فِي الْمَغْرِبِ، فَإِذَا قَالَ: مَشْرِقَيْنِ، وَغَرْبَيْنِ، فَفِي ذَلِكَ وَجْهَانِ