قال "شعبة": فقلت لسماك: ما الكثبة؟ قال: القليل من اللَّبن.
قال أبو عبيد: والكثبة عندنا كلُّ شيء مجتمع، وهو مع اجتماعه قليل، من لبن كان أو طعام، أو غيره، وجمع الكثبة كثب، وقال "ذو الرُّمَّة" يذكر أرطاة عندها بعر الصيران، فقال:
ميلاء من معدن الصيران قاصية ... أبعارهنَّ على أهدافها كثب [123]
فالصِّيران: جماعات البقر، واحدها صوار وصوار.
والأهداف: جوانبها واحدها هدف، وهو المشرف من الرمل.
والكثب: جمع كثبة، يقول: على كلِّ هدف كثبة، وهو ما أجتمع من أبعارها.
وفي هذا الحديث من الفقه: أنَّه ردَّه أربع مرَّات، كما روى "سعيد بن جبير"، و [هذا] هو المحفوظ عندنا عن النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلَّم- والمعمول به أنَّه لا يصدَّق على إقراره حتَّى يقرَّ أربع مرَّات، ثم يقام عليه الحدُّ.