إنَّما هذا أن توجد في البراري، والمفاوز التي ليس قربها أنيس؛ لأن تلك التي توجد قرب القرى والأمصار، لعلَّها تكون لأهلها.
[قال "أبو عبيد"]: وهذا عندي أصل لكل شيء يخاف عليه الفساد مثل الطعام والفاكهة ممَّا إن ترك في الأرض لم يلتقط فسد، أنَّه لا بأس بأخذه.
وأمَّا قوله في ضالَّة الإبل: مالك ولها؟ معها حذاؤها وسقاؤها، فإنَّه لم يغلِّط في شيء من الضوّالِّ تغليظه فيها.
وبذلك أفتى "عمر بن الخطَّاب [-رضي الله عنه-] "ثابت بن الضَّحَّاك".
وكان وجد بعيرًا، فسأل "عمر"، فقال: اذهب إلى الموضع الَّذي وجدته فيه، فأرسله قال حدَّثناه هشيم، قال أخبرنا يحي بن سعيد، عن سليمان بن يسار، عن "عمر" [-رحَّمة الله عليه-] وقوله: معها حذاؤها وسفاؤها: يعني بالحذاء أخفافها، يقول: أنَّها تقوى على السَّير وقطع البلاد.
وقوله: سقاؤها: يعني أنَّها تقوى على ورود المياه [120] تشرب، والغنم لا تقوى على ذلك وهذا الَّذي جاء في الإبل من التغليظ هو تأويل قوله في الحديث آخر: "ضالَّة المسلم حرق النَّار".
قال حدثنيه يحي بن سعيد، عن حميد، عن الحسن، عن مطرف عن أبيه، قال: