وقال يزيد: عن عمير، عن البهزي، عن النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- صح. قوله حاقف: يعني الذي قد أنحنى، وتثنى في نومه، ولهذا قيل للرمل إذا كان منحنيًا حقف، وجمعه أحقاف، ويقال في قول الله -تبارك وتعالى-: {إذ أنذر قومه بالأحقاف}: إنما سمِّيت منازلهم بهذا؛ لأنها كانت بالرمال.
وأمَّا في بعض التفسير في قوله [سبحانه] "بالأحقاف" قال: بالأرض، وأمَّا المعروف في كلام العرب، فما أخبرتك، قال "امرؤ القيس":
فلما أجزنا ساحة الحيِّ وانتحى ... بنا بطن خبت ذي حقاف عقنقل
وواحد الحقاف حقف.
ومنه يقال للشيء إذا انحنى: قد احقو قف، قال "العجاج":
مر الليالي زلفًا فزلفا
سماوة الهلال حتَّى احقوقفا