غريب الحديث (صفحة 301)

ومعنى الحديث أنَّه لا ينبغي لعامل القرآن أن يرى أنَّ أحدًا من أهل الأرض أغنى منه، ولو ملك الدنيا برحبها.

ولو كان وجهه كما يتأوَّله بعض النَّاس أنَّه الترجيع بالقراءة وحسن الصوت لكانت العقوبة قد عظمت في ترك ذلك أن يكون: من لم يرجِّع صوته بالقرآن، فليس من النَّبيِّ [-صلى الله عليه وسلم-] حين قال: "ليس منَّا من لَّم يتغنَّ بالقرآن".

وهذا لا وجه له.

ومع هذا أنَّه كلام جائز فاشٍ في كلام العرب وأشعارها، أن يقولوا: تغنَّيت تغنِّيًا، وتغانيت تغانيًا بمعنى استغنيت، قال "الأعشى":

وكنت امرأ زمنًا بالعراق ... عفيف المناخ طويل التَّغنّ

يريد الاستغناء، أو الغنى.

وقال "المغيرة بن حبناء التميمي" يعاتب أخًا له:

كلانا غنىٌّ عن أخيه حياته ... ونحن إذا متنا أشد تغانيًا

يريد: أشد استغناء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015