قال أبو عبيد: فربما استسر ليلةً، وربما استسر ليلتين إذا تم الشهر، وأنشدنا الكسائي:
نحن صبحنا عامراً في دارها
جُرداً تعادى طرفي نهارها
عشية الهلال أو سرارها
قال أبو عبيد: وفي لغة أخرى: سرر الشهر.
وفي هذا الحديث من الفقه أنه إنما سأله عن سرار شعبان، فلما أخبره أنه لم يصم أمره أن يقضي بعد الفطر يومين.
قال أبو عبيد: فوجه الحديث عندي - والله أعلم- أن هذا من نذرٍ كان على ذلك الرجل في ذلك الوقت، أو تطوع قد كان ألزمه نفسه، فلما فاته أمره بقضائه. لا أعرف للحديث وجهاً غيره.
وفيه أيضاً أنه لم ير بأساً أن يصل رمضان بشعبان إذا كان لا يراد به رمضان، إنما يراد به التطوع، أو النذر يكون في ذلك الوقت.