وليومك أزهر من دهره ولفترك أبسط من شبره ثم أنشد

أخلاق مجدك جلت مالها خطر ... في البأس والجود بين الحلم والخفر

متوّج بالمعالي فوق مفرقه ... وفي الوغى ضيغم في صورة القمر

إذا دجا الخطب جلاه بصارمه ... كما يجلي زمان المحل بالمطر

فتهلل وجه النعمان سروراً ثم أمر أن يحشي فوه دراً ويكسي أثواب الرضا وهي جباب أطواقها الذهب في قضب الزمرذ ثم قال النعمان هكذا فلتمدح الملوك وذو فائش المذكور هو سلامة بن يزيد بن سلامة من ولد يحصب بن مالك وكان النابغة متصلاً به قبل اتصاله بالنعمان وله فيه مدائح كثيرة مذكورة في ديوانه وفائش مشتق من المفايشة وهي المفاخرة قاله الأصمعي في اشتقاقه ودخل أبو العتاهية إسمعيل بن قاسم بن سويد العنبري العتبي على عمرو ابن العلاء مولى عمرو بن حريث الذي يقول فيه بشار بن برد من أبيات

إذا أرقتك جسام الأمور ... فنبه لها عمراً ثم نم

فتى لا يبيت على دمنة ... ولا يشرب الماء إلا بدم

فأنشده أبياتاً يقول منها

إني أمنت من الزمان وريبه ... لما علقت من الأمير حبالا

لو يستطيع الناس من إحلاله ... لحذوا له حرّ الوجوه نعالا

إن المطايا تشتكيك لأنها ... قطعت إليك سباسبا ورمالا

فإذا أتين بنا أتين مخفة ... وإذا رجعن بنا رجعن ثقالا

فأمر عمرو من حضر مجلسه أن يخلعوا عليه فخلعوا عليه حتى لم يقدر على النهوض لما عليه من الثياب فلما خرج حسده من كان ببابه من الشعراء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015