وقد تقدم في بيان فضل الجهاد بأطول من هذا.
ومنها: ما في السنن إلا أبا داود، عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «من قاتل في سبيل الله عز وجل من رجل مسلم فواق ناقة وجبت له الجنة» قال الترمذي: هذا حديث صحيح، وصححه أيضا الحاكم وقال: على شرط مسلم.
ومنها: ما رواه الإمام أحمد، من حديث عبادة الصامت - رضي الله عنه -، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «جاهدوا الناس في الله، القريب والبعيد، ولا تبالوا في الله لومة لائم، وأقيموا حدود الله في السفر والحضر، فإن الجهاد باب من أبواب الجنة عظيم ينجي الله به من الهم والغم».
ومنها: ما في صحيح البخاري، عن جبير بن حية الثقفي قال: بعث عمر - رضي الله عنه - الناس في أفناء الأمصار يقاتلون المشركين، فذكر الحديث وفيه أن المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - قال لترجمان جيش كسرى: «أمرنا نبينا، رسول ربنا - صلى الله عليه وسلم - أن نقاتلكم حتى تعبدوا الله وحده، أو تؤدوا الجزية، وأخبرنا نبينا - صلى الله عليه وسلم - عن رسالة ربنا أنه من قُتل منا صار إلى الجنة في نعيم لم ير مثلها قط، ومن بقي منا ملك رقابكم».
ومنها: ما في المسند، وجامع الترمذي واللفظ له، عن أبي البختري، أن جيشًا من جيوش المسلمين كان أميرهم سلمان الفارسي - رضي الله عنه - حاصروا قصرًا من قصور فارس، فقالوا: يا أبا عبد الله، ألا تنهد إليهم؟ قال: دعوني أدعوهم كما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو، فأتاهم سلمان - رضي الله عنه - فقال: إنما أنا رجل منكم فارسي، ترون العرب يطيعوني، فإن أسلمتم فلكم مثل الذي