السُنَّة -وحدثنا عن رفعها قال-: ينام الرجل النومة فتقبض الأمانة من قلبه فيظل أثرها مثل أثر الوَكْت، ثم ينام النومة فتقبض فيبقى أثرها مثل المَجْل كجمر دحرجته على رجلك فنفط، فتراه منتبرا وليس فيه شيء، ويصبح الناس يتبايعون فلا يكاد أحدهم يؤدي الأمانة، فيقال إن في بني فلان رجلا أمينا، ويقال للرجل ما أعقله وما أظرفه! وما في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان، ولقد أتى عليّ زمان وما أبالي أيكم بايعت لئن كان مسلما ردَّه عليَّ الإسلام وإن كان نصرانيا رده عليّ ساعيه فأما اليوم فما كنت أبايع إلا فلانا وفلانا» متفق عليه.
قال البخاري رحمه الله تعالى: سمعت أبا أحمد بن عاصم يقول: سمعت أبا عبيد يقول: قال الأصمعي وأبو عمر وغيرهما: جذر قلوب الرجال: الجذر الأصل من كل شيء، والوكت: أثر الشيء اليسير منه، والمجل: أثر العمل في الكف إذا غلظ. انتهى.
والجذر: بفتح الجيم وكسرها، والوَكْت: بفتح الواو وسكون الكاف، والمجل: بفتح الميم وسكون الجيم، والمنتبر: هو المرتفع المتنفظ.
الحديث السادس والستون: عن حذيفة أيضا - رضي الله عنه - قال: كان الناس يسألون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير شر؟ قال: «نعم»، فقلت: هل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: «نعم، وفيه دخن»، قلت: وما دخنه؟ قال: «قوم يَسْتَنُّون بغير سُنتي ويهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر»، فقلت: هل بعد ذلك الخير من