فصل
ومن أسباب اغتراب الإسلام أيضًا الاستخفاف بصيام شهر رمضان في كثير من الأقطار التي ينتسب أهلها إلى الإسلام.
ففي بعض البلدان تقام أسواق الأكل والشرب في نهار رمضان علانية، وينتابها الفئام من المنتسبين إلى الإسلام فيأكلون ويشربون جهارًا، وليس ثَمَّ من ينكر ذلك عليهم، وليس معهم من الإيمان ما يكفهم عن انتهاك حرمات الله وتعدي حدوده، وليس ثَمَّ وازع سلطاني يأخذ على أيديهم، ويأطرهم على الحق أطرًا، ويؤدبهم على المعاصي، وإنما هم متروكون هملاً كالأنعام السائمة، يأكلون ويشربون ما شاءوا من المحرمات، ويرتكبون ما شاءوا من الفواحش والقاذورات، وسواء عندهم في ذلك شهر رمضان وغيره من الشهور، وهذا من نتائج قبولهم للحرية الإفرنجية، وابتعادهم عن الشريعة المحمدية، فالله المستعان.
وبعض البلدان التي قد غلبت فيها الحرية الإفرنجية يستتر أهلها بهذه الأفعال في نهار شهر رمضان بعض الاستتار، لكن مواضع الأكل والشرب والفواحش معروفة عند الكبير منهم والصغير، فمن أراد شيئًا من ذلك ذهب إلى موضعه فأصاب حاجته، ولا صاد له عن ذلك ولا راد.
وبعد المباشرين للأعمال التي ربما حصل منها بعض التعب والمشقة يفطرون في رمضان من غير ضرورة تبيح لهم الفطر.
وبعض الناس يترك الصيام طاعة لبعض الأطباء الكفرة من يهودي أو