الثانية: قوله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ} [البقرة: 43]، فمن صلى ولم يزك لم يقبل منه.
الثالثة: قوله تعالى: {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ} [لقمان: 14]، فمن شكر الله ولم يشكر لوالديه لم يقبل منه.
وذكر هذا الأثر الحافظ الذهبي في كتاب (الكبائر).
وعنه - رضي الله عنه - أنه قال: صلاتنا وزكاتنا أُختَان.
وفي الصحيحين، ومسند الإمام أحمد، والسنن إلا ابن ماجة، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن أبا بكر الصديق - رضي الله عنه - وأرضاه قال: والله لأقاتلن من فرّق بين الصلاة والزكاة.
وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - أنه قال: إن الله عز وجل قرن الزكاة في كتابه مع الصلاة، فمن ترك الزكاة فلا صلاة له. ذكره الآجري في كتابه (الشريعة).
وقد جاء في هذا حديث مرفوع رواه أبو نعيم في الحلية، من طريق محمد بن أسلم الطواسي، حدثنا إبراهيم بن سليمان، حدثنا عبد الحكم، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يقبل الله صلاة رجل لا يؤدي الزكاة حتى يجمعهما؛ فإن الله تعالى قد جمعهما، فلا تفرقوا بينهما».
قلت: وقد تتبعت الآيات التي قُرنت فيها الصلاة والزكاة فوجدت ذلك في سبعة وعشرين موضعًا، وذكرت الزكاة وحدها في مواضع كثيرة، وهذا مما يدل على شرفها وعظم شأنها عند الله تعالى، ولهذا كانت أعظم أركان الإسلام ومبانيه بعد الشهادتين والصلاة.