رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اجلس، فقد آذيت» زاد أحمد، وابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم: «وآنيت» قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي في تلخيصه.
وفي سنن ابن ماجة، عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أن رجلا دخل المسجد يوم الجمعة ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب فجعل يتخطى الناس، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اجلس، فقد آذيت وآنيت».
قال أبو عبيد الهروي: أي آذيت الناس بتخطيك، وأخرت المجيء وأبطأت.
وروى الطبراني، عن أنس - رضي الله عنه - قال: بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب الناس إذ جاء رجل يتخطى رقاب الناس حتى جلس قريبا من النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاته قال: «ما منعك يا فلان أن تجمع معنا؟» قال: يا رسول الله، قد حرصت أن أضع نفسي بالمكان الذي ترى، قال: «قد رأيتك تتخطى رقاب الناس وتؤذيهم، من آذى مسلمًا فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله عز وجل».
وروى الإمام أحمد، وأبو داود، وابن أبي حاتم، عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «يحضر الجمعة ثلاثة نفر؛ رجل حضرها يلغو وهو حظه منها، ورجل حضرها يدعو فهو رجل دعا الله عز وجل إن شاء أعطاه وإن شاء منعه، ورجل حضرها بإنصات وسكوت، ولم يتخط رقبة مسلم، ولم يؤذ أحدًا، فهي كفارة إلى الجمعة التي تليها وزيادة ثلاثة أيام، وذلك بأن الله عز وجل يقول: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [الأنعام: 160]».