غربه الاسلام (صفحة 738)

والأنذال والسفل الساقطين، وكثير منهم ينكرون على من يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر ... إلى غير ذلك مما يجاهرون به من أنواع الفسوق والعصيان.

من أم قوما وهم له كارهون

ومع هذا فمن هؤلاء من يتقدم إلى الإمامة في الصلاة، ولا يبالي بما هو مُصرّ عليه من المعاصي، ولا باللعن والوعيد الشديد لمن أَمَّ قومًا وهم له كارهون، ولا بِردِّ صلاته عليه كما في جامع الترمذي، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة؛ رجل أم قومًا وهم له كارهون، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط، ورجل سمع حي على الفلاح ثم لم يجب» قال الترمذي: وفي الباب عن ابن عباس، وطلحة، وعبد الله ابن عمرو، وأبي أمامة رضي الله عنهم، ثم قال الترمذي: حدثنا هناد، أخبرنا جرير، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن زياد بن أبي الجعد، عن عمرو بن الحارث بن المصطلق - رضي الله عنه - قال: كان يقال: أشد الناس عذابًا اثنان؛ امرأة عصت زوجها، وإمام قوم وهم له كارهون. قال جرير: قال منصور: فسألنا عن الإمام، فقيل لنا: إنما عني بهذا الأئمة الظلمة، فأما من أقام السنة فإنما الإثم على من كرهه.

قلت: والأحاديث التي علقها الترمذي قد رُويت كلها موصولة، فأما حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- فرواه الحاكم في مستدركه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ثلاثة لعنهم الله؛ من تقدم قومًا وهم له كارهون، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط، ورجل سمع حي على الصلاة حي على الفلاح ثم لم يجب».

طور بواسطة نورين ميديا © 2015