غربه الاسلام (صفحة 736)

حقيقة الفسوق في اللغة والشرع

أنواع الفسوق المنتشرة في هذه الأزمان

وقيل: بل تصح؛ كقول أبي حنيفة، والشافعي، والرواية الأخرى عنهما، ولم يتنازعوا أنه لا ينبغي توليته. انتهى.

إذا تقرر هذا فأصل الفسق في اللغة الخروج؛ يقال: فسقت الرطبة إذا خرجت عن قشرها.

والمراد به في الشرع: الخروج عن طاعة الله تعالى وطاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم -.

قال أبو السعادات ابن الأثير: أصل الفسوق الخروج عن الاستقامة، والجور، وبه سمي العاصي فاسقًا.

وقال في القاموس: الفسق -بالكسر- الترك لأمر الله تعالى، والعصيان، والخروج عن طريق الحق أو الفجور كالفسوق.

وقال الراغب الأصفهاني: فسق فلان خرج عن حجر الشرع، وهو أعم من الكفر، والفسق يقع بالقليل من الذنوب وبالكثير، لكن تُعورف فيما كان كثيرًا، وأكثر ما يقال الفاسق لمن التزم حكم الشرع وأقر به ثم أخل بجميع أحكامه أو ببعضه، وإذا قيل للكافر الأصلي فاسق فلأنه أخل بحكم ما ألزمه العقل واقتضته الفطرة. انتهى.

ومن المصائب المؤلمة أن كثيرًا من قراء زماننا والمنتسبين منهم إلى العلم قد خرجوا عن طاعة الله تعالى وطاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وتجاسروا على إظهار أنواع الفسوق والعصيان بلا خجل منهم ولا استحياء كما تقدم وصفهم في حديث معاذ بن جبل - رضي الله عنه - بأنهم «ليست لهم زعة»؛ فبعضهم يحلق لحيته ويتشبه بالمجوس وطوائف الإفرنج في زماننا، وبعضهم ينتفها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015