غربه الاسلام (صفحة 5)

أولها: نوع الخط ولون المداد؛ فهو شبيه بما كتبه في ذلك الزمن وإن كان الخط أدق، ولعل ذلك عائد إلى تغير نوعية القلم المستعمل في الكتابة.

ثانيها: نوع الورق؛ حيث كان استعماله للورق المسطر -المسمى بالحجازي أو الفرخ- على حاله دون طي من أواخر الستينات إلى نهاية السبعينات الهجري، حسب تتبع ذلك وسبره.

ثالثها: وجود بعض الشواهد في ثنايا الكتاب على ارتباطه بتلك الفترة ومن ذلك:

1 - ما ذكره في صفحة 143 من أن التعداد السكاني للمسلمين في ذلك الوقت أو قبله بقليل كان أربعمائة مليون، نقلا عن المهتمين بذلك، وهذا العدد بالسبر وتتبع المقالات والدوريات المهتمة بهذا الشأن يوافق تلك الحقبة.

2 - ما ذكره في صفحة 232، نقلا عن بعض الصحفيين؛ أن الزوار لمولد البدوي في سنة ألف وثلاثمائة وأربع وسبعين بلغوا خمسين ألفا تقريبا.

وقد جرت العادة أن الكاتب يذكر آخر إحصاء جرى قبل كتابته؛ ليتحقق به المقصود من إيراد الشاهد.

ولتقدم هذا الكتاب وكونه من أول مؤلفات الوالد -رحمه الله- كان مصدرا لما كتبه بعد ذلك، فقد وجِدت نقول منه في بعض كتبه اللاحقة؛ كإتحاف الجماعة وغيره.

وقد ضرب -رحمه الله- على مواضع عديدة من الكتاب؛ منها ما نقله إلى كتب أخرى ألّفها بعد هذا الكتاب وأشار إلى ذلك في الحاشية -وتأتي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015