غربه الاسلام (صفحة 325)

صحيح. وأقرّه الذهبي.

قال ابن القيم رحمه الله تعالى: فجعل الفارق بين المسلم والكافر الصلاة، وأنت تجد تحت ألفاظ الحديث أنك لو كنت مسلما لصليت، وهذا كما تقول: مالك لا تتكلم، ألست بناطق؟ ومالك لا تتحرك، ألست بحي؟ ولو كان الإسلام يثبت مع عدم الصلاة لما قال لمن رآه لا يصلي: «ألست برجل مسلم؟». اهـ.

الدليل الرابع عشر: ما رواه أبو داود في سننه، والبخاري في تاريخه، عن يزيد بن عامر - رضي الله عنه - قال: جئت والنبي - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة، فجلست ولم أدخل معهم في الصلاة، قال: فانصرف علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرأى يزيد جالسا فقال: «ألم تُسلم يا يزيد؟» قال: بلى يا رسول الله قد أسلمت، قال: «فما منعك أن تدخل مع الناس في صلاتهم؟» قال: إني كنت قد صليت في منزلي، وأنا أحسب أن قد صليتم، فقال: «إذا جئت إلى الصلاة فوجدت الناس فصل معهم، وإن كنت قد صليت تكن لك نافلة وهذه مكتوبة».

ففي هذا الحديث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جعل الصلاة عَلَما على الإسلام، وفرقًا بين المسلم والكافر، ولو كان تارك الصلاة مسلما لما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لمن رآه لم يدخل مع الناس في الصلاة: «ألم تسلم؟» فدل على أن تارك الصلاة ليس بمسلم.

الدليل الخامس عشر: ما رواه الإمام أحمد، والترمذي، والنسائي،

وابن ماجة، والبخاري في تاريخه، من حديث معاذ بن جبل - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم -

طور بواسطة نورين ميديا © 2015