غربه الاسلام (صفحة 3)

بهم موتى القلوب وأنار بعلمهم الدروب.

صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه؛ صلاة وسلاما دائمين إلى يوم الدين.

أما بعد: فمن فضل الله سبحانه على والدنا الشيخ حمود بن عبد الله التويجري -أسبغ الله عليه الرحمة والرضوان- أنه ما إن شب عن الطوق إلا وحادي الرشاد ينادي بشوق: أدرِك ركب الخِيَرة، والحق بأهل النضرة، واحظ بنصيبك من الميراث النبوي.

فأجاب الداعي بنفسٍ إلى العلى توَّاقة، وهمة سامية وقَّادة، نهل من معين علماء عصره وعلّ، ولازم فقهاء مصره فما كلّ ولا ملّ، حفظ وقته من الضياع، وعمره بالقراءة والاطلاع، فما زال الكتاب جليسه والقلم أنيسه، قرأ في شتى الفنون، وخط يراعه عددا من المتون، جمع الشرائد ورتَّب الفوائد ونظم القلائد، ولما بلغ أشده واستوى سوق علمه، سمت همته للبذل والعطاء مما نهل منه وارتوى؛ استجابة لنداء ربه سبحانه وتعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَامُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [آل عمران: 104]، ولِمَا وعى من توجيه حبه - صلى الله عليه وسلم - لأمته بقوله: «الدين النصيحة» متفق عليه (?).

اتجه رحمه الله لبذل العلم ونَشْره، وتبصير الناس بأمور دينهم، وما به

طور بواسطة نورين ميديا © 2015