غربه الاسلام (صفحة 285)

وأما تلميذ الجهم بشر بن غياث المريسي فقد أراد الرشيد قتله، ولكنه لم يظفر به.

قال عبد الله ابن الإمام أحمد في كتاب "السنة": حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي، حدثني محمد بن نوح المضروب، عن المسعودي القاضي، سمعت هارون أمير المؤمنين يقول: بلغني أن بشر المريسي يزعم أن القرآن مخلوق، لله عليّ إن أظفرني الله به إلا قتلته قتلة ما قتلها أحدا قط.

وقال عبد الله أيضا: أخبرت عن يحيى بن أيوب قال: كنت أسمع الناس يتكلمون في المريسي، فكرهت أن أقدم عليه حتى أسمع كلامه لأقول فيه بعلم، فأتيته فإذا هو يكثر الصلاة على عيسى ابن مريم - عليه السلام -، فقلت له: إنك تكثر الصلاة على عيسى فأهل ذاك هو، ولا أراك تصلي على نبينا ونبينا أفضل منه، فقال: ذاك كان مشغولا بالمرآة والمشط والنساء.

فهؤلاء الثلاثة هم أئمة الجهمية وقادتهم.

وقد انفرد الجهم عن صاحبيه بخمس قبائح:

إحداها: الشك في الإسلام.

الثانية: الحيرة في المعبود أربعين يوما.

الثالثة: ترك الصلاة في تلك الأيام، حتى يجد له دينا وإلها يعبده.

الرابعة: استهانته بالقرآن.

الخامسة: زعمه أنه قول البشر.

وأما بشر فقد امتاز بأمرين قبيحين:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015