غربه الاسلام (صفحة 147)

وصف ابن القيم رحمه الله للغرباء

على كثير من العلماء وأعيا عليهم حله فأجاد وأفاد، تغمدنا الله وإياه برحمته وفضله، وجزاه وأمثاله عن الإسلام والمسلمين خيرا، قال - رضي الله عنه -:

فصلٌ: فيما أعد الله تعالى من الإحسان للمتمسكين بكتابه وسنة رسوله عند فساد الزمان:

هذا وللمتمسكين بسنة الـ ... مُختار عند فساد ذي الأزمان

أجر عظيم ليس يقدر قَدْره ... إلا الذي أعطاه للإنسان

فروى أبو داود في سنن له ... ورواه أيضا أحمد الشيباني

أثرا تضمن أجر خمسين امرأ ... من صحب أحمد خيرة الرحمن

إسناده حسن ومصداقٌ له ... في مسلم فافهمه بالإحسان

إن العبادة وقت هرج هجرة ... حقا إليّ وذاك ذو برهان

هذا فكم من هجرة لك أيها الـ ... ـسُّنِيُ بالتحقيق لا بأماني

هذا وكم من هجرة لهمُ بما ... قال الرسول وجاء في القرآن

ولقد أتى مصداقه في الترمذ ... ي لمن له أذنان واعيتان

في أجر محيي سنة ماتت فذا ... ك مع الرسول رفيقه بجنان

هذا ومصداق له أيضا أتى ... في الترمذي لمن له عينان ... >

تشبيه أمته بغيث أول ... منه وآخره فمشتبهان

فلذاك لا يدري الذي هو منهما ... قد خص بالتفضيل والرجحان

ولقد أتى أثر بأن الفضل في الـ ... ـطّرفين أعني أولا والثاني

والوسط ذو ثبج فاعوج هكذا ... جاء الحديث وليس ذا نكران

ولقد أتى في الوحي مصداق له ... في الثلتين وذاك في القرآن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015