غربه الاسلام (صفحة 133)

المراد بالغرباء

وكذا رواه أبو الفرج المعافى بن زكريا الجريري، من طريق ابن لهيعة عن دراج، فذكره بمثله.

وروى الآجري أيضا بسنده، عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: ذكر عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طوبى فقال: «يا أبا بكر، هل بلغك ما طوبى؟» قال: الله عز وجل ورسوله أعلم، قال: «طوبى شجرة في الجنة لا يعلم ما طولها إلا الله عز وجل، يسير الراكب تحت غصن من أغصانها سبعين خريفا، ورقها الحلل يقع عليها طير كأمثال البخت» قال أبو بكر - رضي الله عنه -: إن هناك طيرا ناعما يا رسول الله؟ قال: «أنعم منه من يأكله، وأنت منهم إن شاء الله يا أبا بكر».

ورواه ابن مردويه بنحوه، وخرّج أيضا من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- نحو ذلك.

وعن قرة بن إياس المزني - رضي الله عنه - نحو ذلك أيضا، رواه ابن جرير.

فهذه الأحاديث يشد بعضها بعضا، ولها شواهد في الصحيحين وغيرهما من حديث سهل بن سعد، وأبي سعيد الخدري، وأبي هريرة، وأنس بن مالك - رضي الله عنهم -.

وأما الغرباء فهم أهل السنة والجماعة، وهم الطائفة المنصورة، والفرقة الناجية من ثلاث وسبعين فرقة كلها تنتسب إلى الإسلام، ووراء ذلك الأدعياء الذين ينتسبون إلى الإسلام، ويدّعونه وهم عنه بمعزل، فمنهم فئام قد لحقوا بالمشركين، وفئام يعبدون الأوثان، وفئام من الدهرية، وعُبّاد الطبيعة، وفئام من المعطلة والجهمية، وأفراخ القرامطة والباطنية،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015