الحديث الخامس والثلاثون بعد المائة: عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها شبرا بشبر وذراعا بذراع» فقيل: يا رسول الله كفارس والروم؟ فقال: «ومَن الناس إلا أولئك؟» رواه البخاري.
ورواه ابن ماجة في سننه بإسناد صحيح ولفظه: «لتتبعن سنن من كان قبلكم باعا بباع، وذراعا بذراع، وشبرا بشبر حتى لو دخلوا في جحر ضب لدخلتم فيه» قالوا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: «فمن إذًا».
ورواه الحاكم في مستدركه بنحو رواية ابن ماجة، ثم قال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه بهذا اللفظ، ووافقه الحافظ الذهبي في تلخيصه.
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: الأخذ بفتح الألف وسكون الخاء على الأشهر هو السيرة، يقال: أخذ فلان بأخذ فلان أي سار بسيرته، وما أَخَذَ أَخْذه أي ما فعل فعله ولا قصد قصده. انتهى.
الحديث السادس والثلاثون بعد المائة: عن ابن عباس -رضي الله عنهما- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «لتركبن سَنَن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع، حتى لو أن أحدهم دخل جحر ضب لدخلتم، وحتى لو أن أحدهم جامع امرأته بالطريق لفعلتموه» رواه البزار بسند جيد، والحاكم في مستدركه وصححه، ووافقه الذهبي في تلخيصه.
قال النووي رحمه الله تعالى: السَنَن بفتح السين والنون وهو الطريق.
وقال الحافظ ابن حجر: بفتح السين للأكثر. وقال ابن التين: قرأناه بضمها.