نحو حديث عمر - رضي الله عنه - وفيه: «ولكن إن شئت حدثتك بمعالم لها دون ذلك» قال: أجل يا رسول الله، فحدِّثني، قال رسول - صلى الله عليه وسلم -: «إذا رأيت الأَمَة ولدت ربتها أو ربها، ورأيت أصحاب الشاء تطاولوا بالبنيان، ورأيت الحفاة الجياع العالة كانوا رؤوس الناس فذلك من معالم الساعة وأشراطها» قال: يا رسول الله، ومن أصحاب الشاء والحفاة الجياع العالة؟ قال: «العرب» رواه الإمام أحمد.
الحديث الثاني والثلاثون بعد المائة: عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تقوم الساعة حتى يبني الناس بيوتا يوشونها وشيَ المراحل» رواه البخاري في "الأدب المفرد" وقال: قال إبراهيم: يعني الثياب المخططة؛ وإبراهيم هذا هو ابن المنذر الحزامي شيخ البخاري.
قوله: «يوشونها»: يعني ينقشونها ويصبغونها بأنواع الألوان المختلفة كما تنقش الثياب والفرش، يقال: وشي الثوب ووشاه وشيا وشِية إذا نقشه وحسَّنه.
قال الراغب الأصفهاني: وشيتُ الشيء وشيا جعلت فيه أثرا يخالف معظم لونه، واستعمل الوشي في الكلام تشبها بالمنسوج. انتهى.
و «المراحل»: جمع مُرحَّل بتشديد الحاء، يقال: ثوب مرحل وثوب فيه ترحيل إذا كان منقوشا بنقوش تشبه رحال الإبل، وهذا من باب التنبيه والإشارة إلى أجناس النقوش والأصباغ التي يعملها المتطاولون في البنيان في هذه الأزمان، وقد تقدم في حديثي ابن مسعود وأنس -رضي الله عنهما- أن من أشراط الساعة تشريف البنيان وتعليته، فالله المستعان.