ابن أحمد المقدسي الصالحي الحنبلي, شيخنا وإمامنا ومبرزنا الحافظ الكبير شمس الدين أبو بكر ابن الحافظ محب الدين أبي محمد الشهير بابن المحب الصامت، ولد يوم الجمعة أول رمضان1 سنة اثنتي عشرة وسبعمائة، فبادر به أبوه فأحضره على سليمان "بياض" ومحمد2 بن يوسف بن المهتار وإسماعيل بن مكتوم ووزيره, ثم سمع الكثير بإفادة والده ثم قرأ بنفسه فسمع ما لا يحد ولا يوصف من الكتب والأجزاء، وخرّج وأفاد وسمع منه الطلبة والحفاظ، وذيل على كتاب المختارة3 للحافظ الضياء فأكمله ورتب مسند الإمام أحمد على الصحابة4 فأحسن فيه ما شاء وسمع كثيرا من كتب القراءات منها كتاب المستنير على الحجار, وكتاب التجريد على ابن خروف أخذته عنه قراءة, وحدثني بكثير من مسموعاته وقرأت عليه كثيرا وسمعت، وكان لا يكلم أحدا فلذلك قيل له: الصامت, وكان صالحا قانتا قانعا باليسير متقشفا لا يألف لأحد غيري, ربما جاءني إلى منزلي فأسمعني وأسمع أهلي وأولادي وانتهى إليه الحفظ في زمانه رجالا ومتنا ومعرفة الأجزاء ورواتها، توفي ليلة الأحد الخامس من شوال سنة تسع وثمانين وسبعمائة ودفن من الغد بسفح قاسيون ولم يخلف بعده مثله, ومن نظمي فيه:
شيخي إمام حافظ حجة ... ذو ورع حبر رضي قانت
محدث الآفاق مع صمته ... فاعجب لهذا المحدث الصامت
3146- "س ك" محمد بن عبد الله بن أحمد بن القاسم بن المرزبان بن شاذان أبو بكر الأصبهاني الأعرج, يعرف بأبي شيخ, نزيل بغداد مقرئ صالح عالي الإسناد ثقة، قرأ على "س ك" أبي بكر عبد الله بن محمد القباب و"س" عبد الرحيم بن محمد الحسناباذي و"س" محمد بن علان و"س" أبي بكر5 أحمد بن شاذة ومحمد بن إبراهيم بن شاذة6 ومحمد بن القاسم بن حسنويه وأبي بكر