ابن أبي حية وعبيد الله بن إبراهيم العمري، قال ابن عدي: كان يضع أحاديث في التشبيه ينسبها إلى أصحاب الحديث يثلبهم1 بذلك, وكان ينال من أحمد وأصحابه وينتقص الشافعي, وكتب في وصيته: لا يعطى من ثلثي إلا من قال: القرآن مخلوق, قلت: لما حضرته الوفاة رجع عن ذلك كله وذكر مناقبهم، ومات يوم عرفة وهو ساجد في آخر سجدة من صلاة العصر سنة أربع وستين ومائتين, وقيل: سنة ست وستين في عاشر الحجة, فلعل ذلك كان دليل قبول توبته, عفا الله عنا وعنه ورحمنا.
"3061"2- محمد بن شرفشاه بن حاجي محمد بن أبي بكر الشرف أبو المكارم الطوسي الشافعي, الصوفي خادم الصوفية بالخانقاه السمعانية بدمشق, صاحبنا, صالح خيّر مقرئ، قرأ بخوارزم على السراج عبد الله بن محمد الهمداني ثم قدم دمشق فقرأ على شيخنا محمد بن أحمد بن اللبان للعشرة3 وشيخنا عبد الوهاب بن يوسف بن السلار للسبعة4 وكتب كثيرا من كتب القراءات بخطه الحسن، وترك ثم جلس للإقراء, فقرأ عليه أحمد بن عمر الجملاني الشيرازي، مات سنة "بياض" وتسعين5 وسبعمائة رحمه الله.
3062- محمد بن شريح بن أحمد بن محمد بن شريح بن يوسف بن عبد الله بن شريح, أبو عبد الله الرعيني الإشبيلي, الأستاذ المحقق, مؤلف الكافي والتذكير، ولد سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة, ورحل سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة فقرأ على أبي العباس بن نفيس بمصر وأحمد بن محمد القنطري بمكة, وتاج الأئمة أحمد بن علي والحسن بن محمد البغدادي, ولقي مكي بن أبي طالب وأجازه, وأخذ عن أبي ذر عبد بن أحمد وعثمان بن أحمد القسطالي، ورجع بعلم كثير فولي خطابة إشبيلية بلده, تلا بالقراءات الثماني عليه ابنه أبو الحسن شريح وعيسى بن حزم، مات في شوال سنة ست وسبعين6 وأربعمائة.