القاسم بن عساكر وغيره ولزم الاشتغال حتى ضرب به المثل وتكرر دخوله دمشق وآخر ما دخلها سنة سبع عشرة وستمائة فاشتغل ودرس بالجامع الأموي بزاوية المالكية منه وهي شمالي محراب الحنابلة الذي يلي1 صحن الجامع فأكب الفضلاء عليه وانتفعوا به كثيرًا، فلما وقع بينه وبين صاحب دمشق الصاحل بن أبي الجيش ما وقع مع الشيخ عز الدين أبي محمد بن عبد السلام حيث أنكر عليه سوء سيرته أمرهما بان يخرجها من بلده فخرجا منها سنة ثمان وثلاثين وستمائة فدخلا القاهرة وجلس الشيخ أبو عمرو بالفاضلية موضع الشاطبي وقصده الطلبة ثم توجه إلى الإسكندرية ليقيم بها فمت، قال أبو الفتح عمر ابن الحاجب الأميني2 هو فقيه فاضل مفتي مناظر مبرز في عدة علوم متبحر مع ثقة3 ودين وورع وتواضع واحتمال تكلف4، قلت ومؤلفاته تنبئ عن فضله كمختصري الأصول5 والفقه ومقدمتي النحو والتصريف ولا سيما أماليه التي يظهر منها ما آتاه الله من عظم الذهن وحسن التصور إلا أنه أعضل فيما ذكره في مختصر الأصول حين تعرض للقراءات وأتى بما لم يتقدم فيه غيره ما أوضحت ذلك في كتابي المنجد وغيره، قرأ عليه القراءات الموفق محمد بن أبي العلاء النصيبي نزيل بعلبك وروى عنه الحافظان المنذري والدمياطي والحسن بن الخلال6 وبالإجازة جماعة من شيوخ الموجودين اليوم، توفي سادس عشر من شوال7 سنة ست وأربعين وستمائة بالإسكندرية ضحوة النهار ودفن من يومه بباب البحر -رحمه الله تعالى.
2105- عثمان بن عيسى أبو عمرو شيخ مقرئ، قرأ على الحسن بن علي، قرأ عليه الشريف موسى بن الحسين المعدل مؤلف كتاب الروضة ووصفه بالحفظ ونسبه وكناه.
عثمان بن قيس الدلال هو عثمان بن علي بن قيس تقدم.