في اللغة والنحو جميعًا أتقن ذلك عن شيخه أبي الكرم المبارك بن فاخر، قال أبو سعد السمعاني كان متواضعًا متوددًا حسن القراءة في المحراب سيما ليالي رمضان كان يحضر عنده الناس لاستماع قراءته، وقال أحمد بن صالح الجيلي سار ذكر سبط الخياط في الأغوار1 والأنجاد ورأس أصحاب الإمام أحمد وصار أوحد وقته وشيخ وجده2 لم أسمع في جميع عمري من يقرأ الفاتحة أحسن ولا أفصح منه وكان جمال العراق بأسره وكان ظريفًا كريمًا لم يخلف مثله في أكثر فنونه، قال الحافظ أبو عبد الله كان إمامًا محققا واسع العلم متين الديانة قليل المثل وكان أطيب أهل زمانه صوتًا بالقرآن على كبر السن، قلت: ألف كتاب المبهج وكتاب الروضة وكتاب الإيجاز3 وكتاب التبصرة والمؤيدة في السبعة والموضحة في العشرة والقصيدة المنجدة في القراءات العشر والكفاية في القراءات الست لما رواه ابن الطبر والشمس المنيرة لما رواه البارع قرأت بمضمنها ورواية كتاب المبهج والكفاية والإيجاز ومن شعره.

كتبت علومًا ثم أيقنت أنني ... سأبلى ويبقى ما كتبت من العلم

فإن كنت عند الله4 فيها مخلصًا ... فذاك لعمر الله قصدي في الحكم

وإن كانت الأخرى فبالله فاسئلوا ... إلهي غفرانًا من الذنب والجرم

توفي في ربيع الآخرة سنة إحدى وأربعين وخمسمائة ببغداد وصلة عليه ولي الله الشيخ عبد القادر الجيلي ودفن عند جده أبي منصور على دكة الإمام أحمد وكان الجمع في جنازته يفوت الإحصاء غلقت أكثر البلد قال أبو الفرج بن الجوزي ما رأيت جمعًا أكثر من جمع جنازته.

1818- عبد الله بن علي بن سليمان الكحال5 أبو محمد اللقيني بضم اللام وفتح القاف وإسكان الياء وبالنون الغرناطي نزيل القدس. قرأ على أبي جعفر أحمد بن علي بن عمر الرعيني وأبي جعفر بن الزبير، وتصدر للإقراء بالقدس مع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015