وقال جعفر الصادق لبعض إخوانه: أقلل من معرفة الناس، وأنكر من عرفت منهم، وإن كان لك مئة صديق فاطرح تسعةً وتسعين، وكن من الواحد على حذر.
وقال محمد بن يوسف الفريابي: قلت للثوري: إني أريد الشام، فأوصني، قال: إن قدرت أن تنكر كل من تعرف فافعل، وإن استطعت أن تستفيد مئة أخ حتى إذا خلصوا لك تسقط منهم تسعةً وتسعين وتكون في الواحد شاكا فافعل.
وقال جعفر بن يحيى لأحدهم: كم لك من صديق؟ قال: صديقان، قال: إنك لمكثر من الأصدقاء.
وقال إبراهيم بن العباس الصولي: مثل الإخوان كالنار؛ قليلها متاع، وكثيرها بوار.
وقيل: المستكثر من الإخوان من غير اختيار كالمستوفر من الحجارة، والمقل من الإخوان المتخير لهم كالذي يتخير الجوهر.
وقال بعض البلغاء: ليكن غرضك في اتخاذ الإخوان واصطناع النصحاء: تكثير العدة لا تكثير العدة، وتحصيل النفع لا تحصيل الجمع، فواحد يحصل به المراد خير من ألف تكثر الأعداد.