_ أو غير ذلك _ أخذ الأخ مثله، فكذلك ... إن لبس ثوبًا كسا أخاه مثله، وإن أكل طعامًا أطعم أخاه منه أو مثله _ إلى غير ذلك _».
وأما الثالثة؛ فهي: أن يكون صاحبك مثل عبدك.
قال: «وهي أقل الإخوان مرتبةً، فإن عجزت عن ذلك فلا أخوة إذ ذاك _ أعني: الأخوة الخاصة بالفقراء، وأما أخوة الإسلام فهي حاصلة _».
قلت: ويريد أن انخرام الأخوة المذكور لا يراد به أخوة الإسلام، وإنما هي الأخوة الخاصة بالفقراء _ من إظهار المحبة والمودة _؛ فإن معنى الأخوة قد جاء في القرآن الكريم على ضروب مختلفة كما ذكر المفسرون:
فمنها: النسب، ومنه: قوله _ تعالى _: {فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِين}.
ومنها: القبيلة، ومنه: قوله _ تعالى _: {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا}.
ومنها: الدين، ومنه: قوله _ تعالى _: {فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا}.