وعن أبي سعيد الخدري، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تصاحب إلا مؤمنًا، ولا يأكل طعامك إلا تقي»، أخرجه أحمد والترمذي وأبو داود.
وعن أبي موسى الأشعري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل الجليس الصالح والجليس السوء كمثل حامل المسك وكير الحداد؛ لا يعدمك من صاحب المسك إما تشتريه أو تجد ريحه، وكير الحداد يحرق بدنك أو ثوبك أو تجد منه ريحًا خبيثةً»، أخرجه البخاري ومسلم.
وعليه: فإن لصحبة أهل الخير والعلم والحكمة عظيم نفع للعبد الصالح وإن لم يبلغ مبلغهم، وكما قيل: من جلس على دكان العطار لم يفقد الرائحة الطيبة.
بل وستكون صحبة الأخيار: من حسرات أهل النار يوم القيامة، بعد أن
مالت بهم أهواؤهم عنها في الدنيا، ولم يحفلوا بها:
قال جعفر بن محمد: «لقد عظمت منزلة الصديق عند أهل النار؛ ألم تسمع إلى قوله _ تعالى _ حاكيًا عنهم: {فَمَا لَنَا مِن شَافِعِين وَلاَ صَدِيقٍ حَمِيم}».