حُكْمُهُ: جواز مده وقصره إلا أن حفصًا ليس له فيه إلا القصر.

مقدارُ مدِّهِ: يمد حركتين فقط كالمد الطبيعي.

وجهُ تسميتهِ بدلا: سمي مد بدل لأن حرف المد فيه مبدل من الهمز غالبا إذ أصل كل بدل هو اجتماع همزتين في كلمة: أولاهما متحركة والأخرى ساكنة فتبدل الهمزة الثانية حرف مد من جنس حركة الأولى تخفيفًا، وإلى هذا يشير الإمام الشاطبي يقول:

وإبدال أخرى الهمزتين لكلهم ... إذا سكنت عزم كآدم أو هلا

فإن كانت الهمزة الأولى مفتوحة أبدلت الثانية ألفًا نحو: {ءَامِنُوا} إذ أصلها {ءَأْمنوا} ، وإن كانت الهمزة الأولى مكسورة أبدلت الثانية ياء نحو: {إِيْمَانًا} إذ أصلها {إِأْمانًا} ، وإن كانت الهمزة الأولى مضمومة أبدلت الثانية واوًا نحو: {أُوتُوا} إذ أصلها {أُأْتوا} .

وتسميته بمد البدل إنما باعتبار الغالب والكثير فيه؛ لأن من أمثلته ما لا يكون حرف المد فيه بدلا من الهمزة نحو: {قُرءَان} 1، {إسْرَاءِيل} 2، {مسْئُولا} 3 وهذا يعتبر شبيهًا بالبدل؛ لأن حرف المد في مثل ذلك أصلي وليس مبدلاً من الهمزة.

ولقد اشتُرِط في التعريف أن لا يقع بعد حرف المد همز أو سكون؛ لكي يخرج نحو: {ءآمِيْنَ} 4 فهو مد لازم، نحو: {برءآؤاْ} فهو مد متصل، ونحو: {وَجَاءُوا أَبَاهُمْ} 6 فهو مد منفصل، ونحو: {مَآبٍ} 7 عند الوقف فهو مد عارض للسكون، وقد ألغي مد البدل في مثل هذا كله؛ لأن هذه المدود تعتبر أقوى منه رتبة فقدمت عليه كما سيأتي التنبيه على ذلك عند الكلام على مراتب المدود8.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015