الثَّالِثَة أَنه عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام كَانَ لَا يَأْكُل مُتكئا
فَفِي صَحِيح البُخَارِيّ من حَدِيث أبي جُحَيْفَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ كنت عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لرجل عِنْده (أَنا لَا آكل وَأَنا متكئ)
وَفِي شعب الْإِيمَان للبيهقي عَن يحيى بن أبي كثير أَنه عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام قَالَ آكل كَمَا يَأْكُل العَبْد وأجلس كَمَا يجلس العَبْد فَإِنَّمَا أَنا عبد
وأسنده فِي دلائله وسننه من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَلَفظه (بل أكون عبدا نَبيا)
قَالَ فَمَا أكل بعد تِلْكَ الْكَلِمَة طَعَاما مُتكئا حَتَّى لَقِي الله
وَله طرق أوضحتها فِي تخريجي لأحاديث الرَّافِعِيّ فَرَاجعهَا مِنْهُ
وَهل كَانَ ذَلِك حَرَامًا عَلَيْهِ أَو مَكْرُوها كَمَا فِي حق الْأمة فِيهِ وَجْهَان
أشبههَا - كَمَا قَالَ الرَّافِعِيّ - الثَّانِي
وَجزم بِالْأولِ صَاحب التَّلْخِيص أَي لما فِيهِ من الْكبر وَالْعجب وَعلل الأول بِأَنَّهُ لم يثبت فِيهِ مَا يَقْتَضِي التَّحْرِيم
وَاجْتنَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الشَّيْء واختياره غَيره لَا يدل على كَونه محرما عِنْده