فإن قلت: الوسوسة: حديث النفس وذلك مختص بشيطان الجن، فكيف أسند إلى الإنس؟ قلت: المراد بالوسوسة: الدلالة على الشر وإلقاؤه في النفس فهي تتحدّث به سواء كان بطريق ظاهر أو خفي؛ ولذلك قيل: شيطان الإنس أشدّ إغواء من شيطان الجن؛ لأنه يخنس عند ذكر اللَّه تعالى دون شيطان الإنس، ولما كان شأن الديانة أهم وأولى أفرد الاستعاذة له بعدما كان داخلاً في عموم شرّ ما خلق.
روى مسلم عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - أنَّ رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - قال: " ألم تر آيات أنزلت الليلة، لم ير مثلهن قط، قل أعوذ بربِّ الفلق، وقل أعوذ بربِّ الناس ".
وروى البخارى ومسلم عن عائشة رضي اللَّه عنها: " كان إذا أوى إلى فراشه كلّ ليلة جمع كفيه وقرأ: قل هو اللَّه أحد، والمعوذتين، ونفث فيهما، ثم مسح بهما ما استطاع من جسده ".
هذا وأنا أعوذ بهما من شر نفسي وشر كل ما ذرأ وبرأ، وأستغفر اللَّه من خطرات الأوهام وعثرات الأقلام، وأسأله العفو والمغفرة لي ولوالدي ولمشايخي الكرام ولكافة المسلمين.