(يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (6) نصب بذلك المحذوف. الراجفة: الواقعة، وصفت بما يحدث بحدوثها من رجف الأرض والجبال مبالغة، وهي: النفخة الأولى. وإنما صحّ أن يكون وقتها ظرفاً للبعث مع أنه لا يكون بعد الثانية؛ لاتساع الوقت على أن: (تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (7) وهي: النفخة الثانية حال منها، فلابد من الامتداد إلى وجودها. وقيل: الراجفة الأَرض والجبال، والرادفة السماء والكواكب.
(قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ (8) شديدة الاضطراب. الوجيف والوجيب أخوان.
(أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ (9) خبر قلوب؛ لأَنها نكرة موصوفة، كقوله: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ)، أو خبر بعد خبر؛ لأنَّ تنكير التنويع قائم مقام الوصف.
(يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ (10) يريدون الحياة الدنيا بعد الموت، والحالة التي كانوا عليها في الدنيا؛ إنكاراً للمعاد، والحافرة: الطريقة التي حفرها، وأثر فيها بمشيه. والقياس محفورة، فإما على تقدير ذات حفر، أو على الإسناد مجازاً نحو (عيشة راضية). وعن ابن السكيت: حافرة الشيء: أوله. واستشهد بما أنشده ابن الأعرابي: