(لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ (12) الرسل. (لِيَوْمِ الْفَصْلِ (13) بيان ليوم التأجيل.
(وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ (14) بالغ في تهويله بإبهامه أولاً، ثم ببيانه بأنه يوم الحكم والقضاء، ثم هوّل شَأنَه بأنّك لم تحط علماً بكنه ذلك.
(وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (15) الويل: الهلاك. أصله النصب على المصدر لغير فعله؛
لعدم استعماله، والعدول إلى الرفع؛ لكونه أبلغ في الدعاء؛ لدلالته على الدوام.
(أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ (16) من تقدّم كفار مكة من الأمم المكذبة. (ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ (17) نحن نتبع أولئك في الإهلاك أهل مكة. (كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (18) بكلّ مجرم في كلّ عصر.
(وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (19) أي: يوم إهلاكهم فليس فيه تكرير؛ لأنَّ الأول لعذاب الآخرة، وهذا لعذاب الدنيا. مع أنَّ التكرير للتهويل له موقع حسن.
(أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (20) هي النطفة القذرة (فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (21) هو الرحم، تفصيل لكيفية الخلق (إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ (22) له تعالى وهو وقت الولادة.
فَقَدَرْنَا ... (23) على ذلك (فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ) نحن على الإعادة. وقرأ نافع والكسائي: (فَقَدَّرْنَا) بالتشديد. إلى ذلك المولود شقياً أو سعيداً، إلى غير ذلك من حال النطفة علقة، ومضغة، وعظاماً. و (فَقَدَرْنَا) بمعنى مقدِّرون. من قدَّرت الشيء أقدّره. قال الشاعر: