(إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً ... (22) على أعمالكم. والمشار إليه الثواب المذكور.
(وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا) مجاز عن الاعتداد به. وفائدة هذا القول: إبراز الفضل في صورة الأجر المستحق، إخراجاً له عن صورة الممنون به.
(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلًا (23) كرِّر الضمير، وأكده بـ (إنَّا) مع إيثار التنزيل الدال على التفريق الذي هو مقتضى الحكمة؛ ليدل على أنَّ قوله:
(فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ ... (24) صادر عن حكمة بالغة، وأنَّ تأخير نصره لما فيه من الحكم الخفية. (وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا) أي: كل واحد منهما؛ ولذلك آثر " أو " لئلا يتوهم الجمع. وهم وإن كانوا كلهم كفرة إلا أنَّ منهم من كان يدعوه إلى الإثم، ومنهم من يدعوه إلى الكفر. وقيل الآثم: عتبةُ، والكفور: الوليد؛ لأنَّ ذلك كان غالباً في الفسوق، وهذا في الكفر.
(وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (25) طرفي النهار؛ لتنال به حلاوة تذهب عنك مرارة الصبر. وخصّ طرفي النهار؛ لشرفهما. وقيل. داوم على صلاة الفجر والظهر والعصر، فإنَّ الأصيل يتناولهما.
(وَمِنَ اللَّيْلِ ... (26) بعض الليل. (فَاسْجُد لَهُ) فإنه وقت الاقتراب إليه؛ لدنو رحمته، وخلو الوقت للمناجاة. وقيل: صلاتي المغرب والعشاء. ويؤيده: (وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا) أي: نزهه، أو صلِّ له تطوّعاً.