وعن قتادة: يمزج لهم تارة بالكافور البارد، وأخرى بالزنجبيل الحار؛ ليعتدل الأمر.
(عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا (18) بدل من زنجبيل. وقيل: يخلق اللَّه تعالى طعمه. فيها، وقيل: يمزج بالزنجبيل. وعلى الوجهين " عينًا " بدل من " كأس ". والسلسبيل كالسلسل والسلسال: سهل الانحدار، أي: وإن كان فيها طعم الزنجبيل فليس فيه لذعه. ولإرادة المبالغة جيء به خماسياً. وقيل: أصله سل سبيلاً سمي به؛ لأنه لا يشرب منها إلا من يسأل السبيل إليها بالعمل الصالح، وفيه تكلف وفوات المبالغة بالوصف.
(وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا (19) في الحسن وصفاء اللون، والتفرق في المجالس، وانعكاس شعاع بعضهم إلى بعض، أو كأنهم لؤلؤ نثر من [صدفة رطبًا]، من تشبيه المفرد.
(وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ ... (20) لم يقدّر له مفعول. والمعنى. إذا كنت ذا بصر هناك. (رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا) واسعاً، حيث وقع بصرك. عن ابن عمر أنَّ رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - قال: " إنَّ أدنى أهل الجنة لمن ينظر في ملكه ألفي سنة ينظر إلى أقصاه كما ينظر إلى أدناه ". وروى البخاري عن أبي سعيد الخدري أنَّ رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - قال: " إنَّ آخر أهل الجنة دخولاً، له مثل الدنيا عشر مرات ".