المصارعة وقال: إن صرعتني آمنت بك، فصرعه مراراً، فلم يؤمن. والمعنى: ما جعلنا عدتهم إلا العدد المخصوص الذي اقتضى فتنتهم واستهزاءهم. (لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ) لتوافق الكتابين في هذا العدد. على حذف العاطف أي: وليستيقن، أو عبر عن المؤثر وهو تسعة عشر بالأثر وهو فتنة للذين كفروا؛ إشارة إلى أن هذا الأثر من لوازم ذلك المؤثر.
(وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا) إذا صدقوا بذلك وإذا رأوا تسليم أهل الكتاب لهذا العدد. (وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ) تصريح بما علم ضمناً؛ توكيداً. (وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) نفاق. إخبار بالغيب عما يكون؛ لأن السورة مكية، والنفاق إنما نجم بالمدينة. أو الشك والارتياب، وكان أكثر المشركين كذلك. (وَالْكَافِرُونَ) غير المنافقين أو الشاكين.
وإنما عطف قول المنافقين والكافرين على الاستيقان، مع كون المعطوف عليه غرضاً دون المعطوف؛ لأن اللام للعلة، والعلة لا يلزم أن تكون غرضاً كقولك: خرجت من البلد مخافة الشر. (مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا) تمييز أو حال. استعاروا لعدد الخزنة لفظ " المثل " من المثل المضروب؛ لكونه غريباً عندهم بديعاً. (كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ) الكاف في محل النصب. أي: مثل ذلك الإضلال المذكور والهدى يضل اللَّه الكافرين ويهدي المؤمنين. (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ)، لفرط الكثرة، فليس تخصص الخزنة بهذا العدد إلا لحكمة اقتضته، كعدد السماوات والأرضين وحمله العرش. (وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ) متصل