(فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) تعجب من فساد تقديره. كقوله: (قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ)، أو ثناء عليه تهكماً نحو: " قاتله اللَّه ما أشجعه "، أو حكاية ما قالوه لما سمعوا كلمته الحمقاء.
(ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) تعجيب أبلغ من الأول؛ لأنه صدر عن رؤية، بخلاف الأول فإنه نشأ عن النظرة الأولى وهي حمقاء. وفي هذا الترقي غاية تهكم به وبمن اغتر بما تفوه به.
(ثُمَّ نَظَرَ (21) في أمر القرآن، أو في وجوه الناس. (ثُمَّ عَبَسَ ... (22) قطب وجهه لما لم يجد طعناً شافياً. (وَبَسَرَ) وكلح، من البسور وهو: الكلوح، من توابع عبس، أو من يسر الرجل: طلب الحاجة في غير موضعها حيرة. (ثُمَّ أَدْبَرَ ... (23) عن الحق (وَاسْتَكْبَرَ) عن اتباعه.
(فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) يروى ويتعلم. والفاء، للدلالة على أنه لما ظفر بها لم يتمالك.
(إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (25) من أساطير الأولين، لم يدخل العاطف؛ لأنه تأكيد للأول أو بيان. عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: لما سمع الوليد القرآن، قيل: سمع " حم السجدة " يتلوه رسول اللَّه قال: " إن له حلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أسفله لمغدق، وإن أعلاه لمثمر، وإنه