(16)

(17)

(18)

(فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ ... (16) أعاده معرفة؛ لتقدم ذكره. ولا يخفى أن تشبيه عصيانهم بعصيان فرعون ينبئ عن فرط عتو، وزاد لهذا الرسول كونه شاهداً عليهم؛ ليكون عصيانه أبلغ في الذم، وأشار به إلى أنهم لو آمنوا به كان شاهدًا لهم لا عليهم.

(فَأَخَذْنَاهُ) في الدنيا. (أَخْذًا وَبِيلًا) ثقيلاً، ومنه الوابل للمطر العظيم القطر، أصله الوخامة يقال: مرعى وبيل.

(فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا ... (17) مفعول به. أي: هب أنكم لا تؤاخَذون في الدنيا أخذة فرعون، فكيف تتقون أنفسكم هول يوم (يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا) كناية عن شدته، إذ عند تفاقم المصائب يسرع الشيب. قال أبو الطيب:

وَالهَمُّ يَختَرِمُ الجَسيمَ نَحافَةً ... وَيُشيب ناصيَةَ الصَبِيِّ وَيُهرِمُ

أو عن طوله. وفي إيثار (إنْ) مع القطع بوجود الكفر واستمراره منهم؛ إشارة إلى أن وجود الكفر مع هذا الرسول الذي هو النور المبين ينبغي أن يكون على الفرض والتقدير. أو المعنى: فكيف تتقون اللَّه في ذلك اليوم بعد فوات الوقت؟ ففيه حث على الإقلاع قبل أن لا ينفع الندم. أو فكيف يرجى منكم التقوى وأنتم جاحدون ذلك اليوم والمجازاة فيه.

(السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ ... (18) منشق. والتذكر باعتبار السقف. (بِهِ) أي: بذلك اليوم؛ لشدته وهوله. (كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا) لا محالة. الضمير للَّه، أو لليوم على إضافة المصدر إلى المفعول.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015