فقط. (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا) اقرأه على مهل وتؤدة لتتمكن من التأمل والتدبر في دقائقه وحكمه، فيكون قيامك في الليل الذي هو أشرف الأوقات على أكمل الأحوال. شبه القراءة المتصلة بالثغر المرتل، وهو المُفَلَّج الشبيه بالأُقْحُوَان.
(إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) اعتراض دل به على أن قيام الليل من التكاليف الشاقة التي ورد بها القرآن، لأن الليل محل الراحة، فإحياؤه بالعبادة مضاد للطبع، وفيه إيقاظ له على التشمر لتحمله، وتوطن النفس على المكابدة في تبليغه وتحميله. روى البخاري عن عائشة رضي اللَّه عنها: " رأيته في اليوم الشديد البرد ينزل عليه الوحي، وإن جبينه ليتصفد عرقاً ". وقيل: ثقيل في الميزان، أو على الكفار، أو على المتأمل؛ لافتقاره إلى إتعاب القريحة في استنباط معانيه، أو ثقيل تلاوته على الوجه المنزل؛ ولذلك خفف عن هذه الأمة